انطلاقاً من المجال السابع عشر للاهداف التنموية "الشراكة" حيث يعتبر الاعلام شريك في مشروع تحقيق التنمية المستدامة. فهو يلعب دوراً رئيساُ في تكوين الرأي الصحيح حول تلك المفاهيم وكيفية تحقيقها للإسراع باتخاذ الإجراءات المناسبة، وهو الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى الجماهير وصناع السياسات ودعم مسارات التنمية المستدامة.
إضافة إلى ذلك، فإن دور وسائل الإعلام الاجتماعي في دعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة يتجسد من خلال آفاق الاعلام والتكنولوجيا الحديثة والتشبيك ووسائطه المتعددة للتواصل الاجتماعي السريع، والذي لا تعيقه الجغرافيا والرقابة واللغة والجنس والعرق والدين، إضافة الى التأثير وتكوين الآراء لدى الجمهور وصناع القرار.
فالإعلام العربي يمكنه الاسهام في تعزيز مفهوم التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على القضايا التنموية. كما يمكن القول بأن ركائز التنمية المستدامة الثلاث هي الاقتصاد والاجتماع والبيئة وان لم يكن اهتمام المجتمع الدولي والإعلام بهذه الركائز متساوياً لن تتحقق التنمية المستدامة.
ويمكن للإعلام أيضا أن يلعب دوره في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لمجموعة أولويات العالم العربي وكذا زيادة الوعي بين الجمهور بمختلف قطاعاته وتغيير الثقافات، فالإعلام يمكن أن يكون شريكاً فعالاً في التنمية حيث انه القطاع الأساسي الذي يربط بين صانعي القرار والقاعدة العريضة من المواطنين في المنطقة العربية.
ويعد الإعلام التنموي الجهاز العصبي لعملية التنمية، وهدف الإعلام التنموي الأساسي هو تعظيم مشاركة المجتمع في كافة عمليات التنمية وتحويله إلى مجتمع مساند للعملية التنموية، وتحويل أفراد هذا المجتمع إلى وكلاء التنمية والتغيير، وذلك باستخدام أدوات المعرفة والوعي.
هذا ولقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1972 يوماً عالميا للإعلام التنموي يوافق 24 اكتوبر من كل سنة. وذلك للفت انتباه الرأي العام العالمي لمشاكل التنمية والحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل حلها. ومع العقد السابع من القرن العشرين، ظهر مفهوم الاعلام التنموي. كما حدد مجلس وزراء الاعلام العرب يوم 21 ابريل من كل عام يوما للإعلام العربي.
ويمكن القول بأن هناك ثلاث وظائف للإعلام وللاتصال وخاصة في مجال التنمية الشاملة أولها وظيفة المراقب لاستكشاف الأفاق وإعداد التقارير عن الأخطار التي تواجه المجتمع، وثانيها الوظيفة السياسية التنموية وتتم من خلال المعلومات التي تتيح اتخاذ القرارات المتعلقة بها وإصدار التشريعات، وثالثها التنشئة من خلال تعزيز المهارات لافراد المجتمع وتعريفهم بالمبادئ الاجتماعية الايجابية.
هذا وقد أقر مجلس وزراء الاعلام العرب عام 2017 الاستراتيجية الاعلامية العربية، والتي أكدت على أهمية التنمية المستدامة والأخذ في الاعتبار الحاجات المتنوعة لمختلف الدول العربية، مع الالتزام بكافة المعاهدات والاتفاقيات والأنظمة الدولية التي وقعتها هذه الدول.
فالعمليات الاتصالية تعد السبيل الأمثل لتوضيح الخطط التنموية للدولة والكفيل بحث الافراد نحو الانخراط في العملية التنموية وذلك من خلال المشاركة السياسية. حيث تضطلع وسائل الاعلام للقيام بدور مؤثر وفعال في تحقيق التنمية المستدامة، ويمكن القول بأن وسائل الاعلام قادرة على المساهمة في صنع أجندة الجماهير التنموية
أهداف الإعلام التنموي:
- تحفيز المواطنين على المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
- بث الشعور بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية لدى القراء والمستمعين والمشاهدين والمسؤولين.
- تعريف الجمهور، وتحديدا الشباب، بالفرص الجديدة في مجالات الاستثمار والعمل والإنتاج.
- نشر الوعي والثقافة المسؤولة والصديقة للتنمية وللتغيير الايجابي في المجتمع وتحديدا وسط الشباب.
- المساهمة في تغيير الاتجاهات بشكل ايجابي ومحاربه الاتجاهات السلبية في السلوك العام للأفراد.