يأتي اليوم العربي للسكان اللذين من المفترض ان يتوفر لهم كل أنواع الرفاهية وان لا يترك أحد خلف الركب بحسب اجندة التنمية 2030 بالدمار والابادة الجماعية الممنهجة ووقف امدادات الطعام والماء والوقود على سكان غزة. يأتي ليقول للإنسانية ان السكان في غزة لا تطبق عليهم مبادئ حقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني التي تنتهك كل دقيقة عند قتل طفل ودمار بيت أو مؤسسة أو جامع او كنيسة ومستشفى. تنتهك عندما يعطش طفل او شيخ وعندما تموت سيدة وينتشل وليدها حيا من بطنها بعد استشهادها. تنتهك عندما لا يتوفر الغذاء للسيدات الحوامل ولا الحليب للأطفال ولا المأوى ولا الأمن ولا الدواء. تنتهك عندما لا يعود هناك امل في الغد ولا في المستقبل.
اننا في قطاع السكان والتنمية نعمل على وضع سياسات وبرامج لتوفير الرفاهية للشعوب العربية والعمل على سد الفجوات في خطط التنمية المستدامة وربطها بالسياسات السكانية لكي نصل الى كل انسان على ارضنا العربية.
في غزة اليوم لا كلام عن التنمية او الرفاهية او حتى البقاء على قيد الحياة، سقوط الآلاف من الأطفال والنساء والابرياء يغير شكل الخريطة الديمغرافية للقطاع بأكمله ويغير الهرم السكاني بإبادة شعب بأكمله لا يوجد فيه طفل ليكبر او شاب ليعمل او امرأة لتلد.
اننا نقف عاجزين امام آلة القتل المجرمة الظالمة والمتعطشة لدماء الفلسطينيين والتي تتبع سياسة التهجير القسري للفلسطينيين المقيمين في القطاع في خرق واضح لاتفاقية جنيف الرابعة باستهدافها للمدنيين العزل والتدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية والقتل الجماعي بالتطهير العرقي الذي يهدف الى تغيير التركيبة السكانية بحسب القانون الدولي الإنساني.
ان قطاع غزة هو المكان الأكثر كثافة سكانية في العالم بمعدل 26400 مواطن/كم مربع، وكثافة سكانية في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع. واليوم في النزوح الداخلي الذي تنتهجه آلة القتل الاسرائيلية يتكدس الفلسطينيون ويتفاقم الوضع بين الفئات السكانية الأكثر هشاشة من النساء والأطفال وكبار السن والتي من شأنها تغيير الخصائص السكانية والديموغرافية لدولة فلسطين.
وبمناسبة اليوم العربي للسكان، ندين الحرب الانتقامية التي تستهدف وتقتل السكان المدنيين وفقاً لسياسة العقاب الجماعي التي تتبعها قوى الاحتلال ونؤكد على حفظ الحق في الحياة لمختلف الفئات السكانية في دولة فلسطين.
ومن خلال الجهود الإقليمية المشتركة، نؤكد دعوتنا للوقف الفوري لإطلاق النار وانهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتزامنا ببذل مزيد من الجهد ودعم العمل العربي المشترك الذي من شأنه خلق آلية لوصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وحشد الجهد لتوفير الغذاء والماء والدواء للجميع دون تمييز.
وفيما يلي: نص البيان.pdf