لتعزيز صوت المرأة في المنطقة العربية وصنع القرار في التأهب والاستجابة لـفيروس كورونا المستجد
#احكى_قصتك
المقدمة:
كان من المتوقع أن يكون العام 2020، الذي يوافق الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمنهاج عمل بكين وغيره من المحطات الرئيسية في مسيرة تعزيز حقوق المرأة، أن يكون عاماً رائدًا للمساواة بين الجنسين. غير انه، ومع انتشار وباء كورونا المستجد، حتى المكاسب المحدودة التي تحققت في العقود الماضية معرضة لخطر التراجع. فقد جاء هذا الفيروس ليسلط الضوء على نقاط الضعف في النظم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والصحية التي بدورها تضخم آثار الوباء في جميع المجالات الصحية والاقتصادية والأمنية ونظم الحماية الاجتماعية، كما تتفاقم آثار هذا الوباء على النساء والفتيات ببساطة بسبب نوعهن. كما أنه يسلط الضوء على أهمية المشاركة المجتمعية والتي بدورها كشفت النقاب عن عدم جاهزية بعض المجتمعات للقيام بهذا الدور المحوري وأوجه عدم المساواة ويضاعفها وكذا أشكال التمييز المتعددة والمتداخلة التي تواجهها شرائح المجتمع المختلفة وعلي الأخص النساء والفتيات كشريحة أساسية في المجتمع باختلاف طبقاته.
اشارت المؤشرات الأولية إلى ان تداعيات هذا الوباء ستطال النساء والفتيات بصفة خاصة كمسئول وراع أساسي للأسرة العربية إلى جانب دورها كشريك أساسي في الإنفاق، حيث تعمل العديد من النساء في وظائف منخفضة الأجر وغير آمنة وغير رسمية. ومن المرجح أن تؤثر الاضطرابات، بما في ذلك القيود المفروضة على الحركة والتنقل، على قدرة المرأة على كسب الرزق وتلبية احتياجات أسرتها الأساسية، هذا وكما لوحظ في أزمة الإيبولا.
يزداد خطر العنف الأسري وخاصةً العنف ضد المرأة مقارنة بالأوقات العادية عند استخدام استراتيجيات العزل الذاتي والحجر الصحي بالمنازل. هذا وتشير بعض التقارير الواردة من المجتمعات المتأثرة أن السياسات المعتمدة ضد فيروس الكورونا المستجد قد تُمهد الطريق لتضاعف هذا النوع من العنف. وفي ذات السياق، من الضروري إيلاء أهمية خاصة للنساء اللاجئات والنازحات وعديمات الجنسية، لاعتبارهن من بين الفئات الأكثر عُرضة للخطر، حيث قد تؤدي جائحة الكورونا إلى فقدانهن مصادر دخلهن وغياب خدمات الاستجابة ضد العنف، كما قد يضطررن للجوء إلى استراتيجيات التكيف السلبية، بالإضافة إلى تعليق الخدمات الصحية والأمنية للناجيات وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي والملاجئ الآمنة، وإمكانية وصول الناجيات إلى العدالة.
الهدف من المبادرة:
تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز وتوثيق صوت المرأة العربية في صنع القرار عند التأهب والاستجابة لتبعات فيروس كورونا المستجد وإلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه النساء والفتيات وكيفية تحول حياتهن في مواجهة وباء كورونا المستجد.
فبالرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في المجتمع أثناء أزمة تفشي وباء كورونا إلا أنهن يتحملن العبء الأكبر من مسئولية رعاية الأسرة والتأثيرات السلبية المترتبة على انتشاره، ويمكن حصر بعض هذه التأثيرات السلبية بداية من المخاوف المتعلقة بصحتهن وسلامتهن وأمن دخلهن وكذلك صحة عائلتهن واطفالهن، إلى مسؤوليات الرعاية الإضافية وزيادة التعرض للعنف المنزلي الناتج عن تعرض الأسرة ككل للضغوط، ومن اهم هذه التحديات والتي تسعى مبادرة "قصتي" إلى رصدها:
- - الآثار الاقتصادية المعقدة التي تشعر بها النساء والفتيات اللاتي يتقاضين دخلاً أقل، أو يشغلن وظائف غير آمنة أو يعيشون على مقربة من خط الفقر. ولأن النساء العاملات في المنطقة العربية معظمهن يعملن في القطاع الغير نظامي بنسبة تصل إلى 61.8 %، وهو من أول القطاعات التي تأثرت بالفعل بشكل مباشر بانتشار وباء كورونا، مما يعكس أن نسبة عالية من النساء العاملات ستتضرر بشكل ملحوظ، كما ستضرر بشكل كبير العاملات من المهاجرات في أعمال الرعاية المنزلية وهم يمثلن 8.5 مليون عاملة على مستوى العالم معظمهن من المعيلات لأسرهن، وقد تفقد بعض النساء أزواجهن بعد الإصابة بالفيروس مع احتمال تعرضهن للنبذ من المجتمع بسبب الخوف من العدوى.
- - تواجد النساء في الخطوط الأمامية كعاملات في مجال الرعاية الصحية حيث تتحمل النساء العاملات في قطاع الرعاية الصحية العبء الأكبر فهن يعملن لساعات طويلة ويعرضن أنفسهن للخطر أثناء رعاية المرضى. ومع ذلك، فإن عائد وظائفهم غالبًا ما تكون أقل من الأجر المعتمد للرجال.
- - صعوبة وصول الأمهات والحوامل إلى الخدمات الصحية والانجابية فإن واقع عدم المساواة بين الجنسين في المجتمعات والتي غالباً لا تضع احتياجات النساء كأولوية خلال الأزمات قد يؤثر على كيفية تلقي النساء للعلاج والحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجونها، فغالباً ما يتم تحويل الموارد المالية إلى مجالات اخرى تعتبر ذات أولوية لمواجهة الفيروس مما قد يحرم عدد من النساء من تلقي خدمات الصحة الانجابية فترة الحمل، مما قد يؤدي إلى زيادة نسبة وفيات الأمهات والمواليد.
- - أدى إغلاق المدارس ودور رعاية الأطفال إلى فرض أعباء رعاية إضافية كبيرة على النساء في المنزل، وقد سلط الضوء على اعتماد المجتمع على النساء والفتيات في هياكل الرعاية الرسمية وغير الرسمية.
- - مع تعمق وباء كورونا في الضغط الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب تقييد الحركة وتدابير العزلة الاجتماعية، يتزايد العنف ضد النساء بشكل كبير حيث انها لا تتعرّض لمعتدييها لفترات طويلة من الوقت فحسب، بل تعجز عن مغادرة المنزل أو الحصول على المساعدة.
- - آثار هذه الجانحة على اللاجئات والنازحات والعاملات المهاجرات اللاتي لا زلن يواجهن ظروفًا شاقة من جراء سوء توفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ومحدودية آليات الحماية الصحية، ما سيزيد من حدة تبعات الوباء عليهنّ.
- - ومع صعوبة وصولهن إلى الخدمات الإعتيادية نتيجة لسياسات تقييد الحركة والحجر الصحي المُعتمد وإنخفاض التفاعل المجتمعي وتقليص الخدمات المُقدمة في جميع أنحاء العالم، فمن المُلح الأخذ في الإعتبار مخاطر العنف المتزايدة للاجئات والنازحات وعديمات الجنسية عند تصميم الخطط الوطنية للوقاية والاستجابة والتعافي من فيروس كورونا المستجد، وإنشاء شبكات حماية متكاملة تضمن وصولهن لخدمات الدعم المنقذ للحياة والدعم ضد العنف بكافة أشكاله وخاصةً العنف الجنسي والتي تضمن أمنهن المالي والمادي.
آلية عمل المبادرة:
- صياغة نموذج استطلاع تسرد من خلاله المرأة العربية من كافة الاعمار و الحالة الاجتماعية، والفوارق الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وفي السياقات المختلفة حكايتها في زمن الكورونا في اقل من ٥٠٠ كلمة ،يتكون من عدد أسئلة شاملة قصيرة وبسيطة، حيث أن الاستطلاع يتبع ترتيبًا منطقيًا وأنه يستغرق وقتًا مناسباً لاستكماله.(رابط النموذج)
- حرص الاستطلاع على استخدام لغة واضحة ودقيقة تسهل الإجابة عليه للتأكد من استيفاء الاستطلاع لأهداف المبادرة.
- حرص الاستطلاع على مراعاة تباين العادات واللهجات العربية والثقافات في الوطن العربى الذى يغطيها.
- ايلاء الاعتبارات النفسية والاجتماعية الأهمية وتشجيع المستجيبين على تقديم معلومات دقيقة وغير متحيزة وشاملة مع مراعاة خصوصية المستجيبين.
- تفعيل الهاشتاج الخاص بالمبادرة (#احكي_قصتك) لتسهيل الوصول وتجميع ردود الفعل والقصص الواردة من المستجيبين.
- نشر ومشاركة نموذج الاستطلاع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بجامعة الدول العربية والشركاء والمواقع والمنتديات المعنية بشؤون المرأة في الدول العربية.
- تعميم المبادرة على جميع الدول الأعضاء للحث على المشاركة من جهتهم ومن خلال دائرتهم المختلفة.
يتم توثيق كل هذه الحكايات لرصد ما عانته المرأة العربية من تبعات لانتشار فايروس كورونا غير المسبوق في عصرنا الحالي، والاستفادة منها عند رفع السياسات والقرارات المقترحة لتحسين أوضاع المرأة العربية للحكومات وصانعي القرار.
تستمر المبادرة خلال الفترة من 29 ابريل 2020 وحتى 15 يونيو 2020.
ويمكن مشاهدة فيديو لمعالي السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، تتحدث عن مبادرة #احكي_قصتك، التي أطلقتها الأمانة العامة :
الشركاء الدوليين:
تنطلق هذه المبادرة بالاشتراك مع: