منذ نشأتها مثلت جامعة الدول العربية الرؤية العربية الموحدة أمام العالم، فعملت على مدى 80 عاماً على تنسيق السياسات والمواقف العربية، والتحدث باسم المجموعة العربية في الخارج والدفاع عن المصالح العربية في المحافل الدولية، ما يتطلب التنسيق وفتح قنوات الحوار مع دول ومنظمات وتكتلات إقليمية ودولية أخرى. وتمثلت أبرز إنجازاتها في هذا الصدد فيما يلي:
التعاون العربي الأوروبي:
في عام 2006 أطلق منتدى الحوار العربي الأوروبي كآلية جديدة لتعزيز العلاقات الجماعية بين العالم العربي وأوروبا من خلال جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. بمرور الوقت تطورت العلاقات المؤسسية بين الجانبين ليتم إطلاق الحوار الاستراتيجي بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وهيئة العمل الخارجي الأوروبي في عام 2015، بهدف تعزيز آليات التعاون بين المؤسستين، ويشمل هذا التعاون خمس مجموعات رئيسية: مكافحة الإرهاب، الهجرة، المناخ والأمن، الأمن الغذائي، وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل والحد من التسلح. وتوجت العلاقات العربية الأوروبية في عام 2019 بعقد القمة العربية-الأوروبية الأولى في إطار تعزيز وتكثيف التعاون العربي الأوروبي والدفع به قدماً إلى آفاق أرحب، لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوب الاقليمين وطرح القضايا العربية على الأجندة الدولية.
للمزيد حول القمة العربية الأوروبية الأولى: اضغط هنا

القمة العربية الأوروبية الأولى
التعاون العربي الأفريقي:
يعد التعاون العربي الأفريقي واحداً من أقدم تجارب التعاون الإقليمي إذ تمتد من مظاهر الجوار الجغرافي لتشمل الروابط الاقتصادية والثقافية والبشرية والحضارية والتي نسجتها قرونٌ طويلة من الحراك الاجتماعي والتفاعل الحضاري بين الشعوب العربية والأفريقية.
ونتج عن هذه العلاقات الوطيدة نشأة تعاون عربي أفريقي مؤسسي منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين، مع انعقاد مؤتمر القمة العربية الأفريقية الأول في مارس 1977 بالقاهرة، وقد تضافرت الجهود خلال العقود الأربعة الماضية، لدفع عجلة التعاون العربي الأفريقي في المجال الاقتصادي والمالي والثقافي، حيث تقدم مؤسسات التمويل العربية العون الإنمائي الفني والمالي للدول الأفريقية ومن بين هذه المؤسسات المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا. ومن أبرز برامج التعاون القائمة حاليا: المعهد الثقافي العربي الافريقي - الصنـدوق العربـي الأفريقـي المشترك لمواجهة الكوارث - التعاون العربي الافريقي في مجال الهجرة - المعرض التجاري العربي الافريقي - إضافة إلى التعاون في مجالي الزراعة والتمويل.
كما افتتحت الجامعة عدة مكاتب وبعثات لدى عدد من الدول الأفريقية بهدف تقريب التعاون السياسي والدبلوماسي وهي: بعثة الجامعة العربية في أديس أبابا بأثيوبيا – بعثة نيروبي بكينيا - مكتب الجامعة العربية بجوبا في جنوب السودان - بعثة بريتوريا بجنوب أفريقيا.
ومن أبرز ملفات التعاون العربي الأفريقي ملف الهجرة، حيث أنشأت القمة العربية الأفريقية التي عقدت بالكويت في شهر نوفمبر 2013 اللجنة الأفريقية العربية الفنية التنسيقية المعنية بالهجرة من أجل تعزيز الشراكة العربية الأفريقية في مجال الهجرة، وتعمل اللجنة على ضمان إيجاد حلول مستدامة لمشكلات الهجرة وذلك من خلال العمل على زيادة الوعي بمخاطر الهجرة غير النظامية، وكذلك ضمان الحفاظ على حقوق المهاجرين في الدول أعضاء المنظمتين.
للمزيد حول التعاون العربي الأفريقي: اضغط هنا
وقد أَنشأ مؤتمر القمة العربية السابع بالرباط عام 1974 "الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية" بهدف دفع التنمية الاقتصادية في القارة الافريقية من خلال تقديم المعونة الفنية للكوادر الإفريقية، وهو في واقع الأمر يمثل أداة سياسية لجامعة الدول العربية لخدمة الشراكة الإستراتيجية التي تخدم التعاون العربي الإفريقي وتقرب بين الشعوب العربية والإفريقية، ويأتي عمل الصندوق داعماً ومكملاً للأهداف الإستراتيجية العليا التي تسعى جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء إلى تحقيقها مع الأشقاء في إفريقيا تحت مظلة جامعة الدول العربية، خاصة في ظل النشاط الإسرائيلي المتعاظم في القارة الأفريقية وتركيزه بشكل رئيسي على العون الفني المباشر، بهدف إضعاف التضامن الإفريقي مع القضايا والأولويات العربية، والتأثير على أنماط تصويت الدول الإفريقية على القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، مما يجعل من الأهمية بمكان مضاعفة الجهد العربي لمواجهة هذا النشاط حفاظاً على المصالح العربية.
التعاون العربي-الصيني:
تأسس المنتدى العربي-الصيني عام 2004 ويُعد أحد أهم وأنجح منتديات التعاون التي أقامتها الجامعة العربية مع الأطراف الدولية، حيث عقدت فعالياته بشكل مستمر ودون انقطاع على مدى 20 عاماً، وتوسعت آليات التعاون القطاعية في إطاره لتصبح نحو 20 آلية تعاون، كما تطور المنتدى إلى مستوى القمة، وذلك بعقد أول قمة عربية صينية في ديسمبر عام 2022 في الرياض. تعقد الاجتماعات الوزارية مرة كل عامين بالتناوب ويصدر عنها بيانات ختامية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك اقليمياً ودولياً، كما يصدر أيضاً عن تلك الاجتماعات الوزارية برامج تنفيذية تتضمن مختلف مجالات التعاون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتنموية، مما مكن من تعزيز التعاون العربي الجماعي مع هذه القوة الكبرى الصاعدة الآسيوية، وقد تميزت مختلف اجتماعات هذا المنتدى بحضور رفيع المستوى من الدول العربية كافة ومن جمهورية الصين الشعبية.
للمزيد حول منتدى التعاون العربي الصيني: اضغط هنا

الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني
التعاون العربي- الروسي:
تم التوقيع على مذكرة التفاهم بين الأمانة العامة ووزارة الخارجية الروسية عام 2003 والتي مثلت أولى خطوات تعزيز التعاون بين الجامعة وروسيا الاتحادية في مختلف المجالات، كما تم توقيع مذكرة تعاون بين الجانبين في ديسمبر 2009 أقيم على أساسها منتدى التعاون العربي الروسي، ونصت على التعاون بمختلف أشكاله السياسي والاقتصادي والتجاري والاستثمار، فضلاً عن التعاون العلمي والثقافي. وقد تم إطلاق المنتدى في موسكو في 20 فبراير 2013، وعقد حتى الآن ست دورات: موسكو 2013، الخرطوم 2014، موسكو 2016، أبو ظبي 2017، موسكو 2019؛ مراكش 2023.
التعاون العربي مع الولايات المتحدة الأمريكية:
وقعت مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية الأمريكية عام 2012 تتضمن أنشطة مشتركة بين الجانبين في عدة مجالات منها المساعدات الإنسانية والتدريب والتعليم المفتوح وتبادل الزيارات بين الجانبين، حرصت الأمانة العامة على مواصلة الحوار والتشاور مع المسؤولين الأمريكيين في شتى المجالات من أجل فتح قنوات للحوار والتواصل لعرض الرؤى والمواقف العربية وتوضيح تطلعات الدول العربية إلى دور أمريكي أكثر فاعلية وحيادية حيال مختلف القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي عام 2023 أطلق الحوار الاستراتيجي بين الجامعة العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وعقد الاجتماع الأول بين الجانبين لتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر وتضافر الجهود خاصة حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك ولوضع خطة عمل وهيكل تنظيمي للتعاون المستقبلي بين الطرفين.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يلتقي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في واشنطن
التعاون العربي مع دول أمريكا الجنوبية:
تبقى العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية من أهم أوجه التعاون القائم بين دول الاقليمين بشكل مؤسسي متمثلاً في القمم العربية الأمريكية الجنوبية التي تواتر انعقادها منذ العام 2005 في برازيليا. وفي قمة الرياض عام 2015 صدر عنها "إعلان الرياض" الذي أكد على ثوابت التعاون وضرورة تعزيزه في إطار حوار جنوب-جنوب للدفع بمسار العلاقات إلى مستويات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية لخدمة المصالح المشتركة.
كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين معظم الدول اللاتينية ودول الكاريبي بهدف التنسيق في مختلف ملفات التعاون في شتى المجالات بما يشمل ملفات التعاون الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية والإعلامية، فمثلا وقعت الأمانة العامة مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة المكسيكية لإنشاء الصندوق المكسيكي من أجل التعاون الدولي بهدف تنفيذ أنشطة مشتركة بين الجانبين ومشاريع للتعاون في المجالات الثقافية والاجتماعية.
ومن بين مجالات التعاون بين الجانبين، تنسيق الجهود في مجال الملكية الفكرية، فالقمة المشتركة الثانية عام 2009 ورد في بيانها الختامي بنوداً للتعاون في مجال الملكية الفكرية، والقمة الثالثة 2012 والتي عقدت في ليما والتي صدر عنها "إعلان ليما" تضمن كذلك بنود عن الملكية الفكرية، وتفعيلاً لإعلان قمة ليما عقدت الأمانة العامة اجتماعات مشتركة بالتعاون المشترك مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية والمعهد الوطني البرازيلي للملكية الصناعية بهدف تبادل الخبرات بين الجانبين العربي والبرازيلي في هذا المجال.
المنتدى الاقتصادي مع دول آسيا الوسطى:
جاءت فكرة المنتدى بناءً على مبادرة من المملكة العربية السعودية عام 2008. ورحبت دول آسيا الوسطى بالفكرة كما طلبت جمهورية أذربيجان الانضمام إلى المنتدى. وتم التوقيع على مذكرة التعاون بين الأمانة العامة ودول آسيا الوسطى وأذربيجان في 2014 في الرياض. يعقد المنتدى على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة والمال بين الجانبين، وعقد حتى الآن ثلاث دورات: الرياض 2014، ودوشنبيه 2017، والدوحة 2024.
ولا يقتصر التعاون العربي الدولي على التكتلات الكبرى بل امتدت أواصر التعاون شرقا وغربا، ليشمل التعاون العربي الهندي: بموجب منتدى تعاون أنشئ عام 2008، والتعاون العربي الياباني الذي بدأ عام 2009 وعقد حتى الآن 5 دورات، وقد عملت الأمانة العامة عن كثب مع الجانب الياباني لإبرام مذكرة تعاون تشمل الحوار السياسي والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية. إضافة إلى التعاون العربي الياباني في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية المتمثل في مكتب براءات الاختراع الياباني بهدف تبادل الخبرات في مجال الملكية الفكرية بين اليابان والجانب العربي من خلال تقديم الدعم الفني وأحدث التقنيات للنهوض بعمل المكاتب الحكومية للملكية الفكرية، كما تم تنظيم عدة دورات من "المنتدى الاقتصادي العربي الياباني".
للمزيد حول التعاون العربي الياباني: اضغط هنا
إضافة إلى عدد كبير من مذكرات التفاهم المبرمة مع دول آسيوية ومنظمات إقليمية أخرى في آسيا: يتم بموجبها عقد لقاءات ومشاورات سياسية بين المسؤولين بالأمانة العامة ونظرائهم في حكومات الدول الآسيوية، ومن أبرزها مذكرات التفاهم مع كل من: أستراليا – نيوزيلندا – باكستان – فيتنام – اندونيسيا - كوريا الجنوبية - منظمة شنغهاي للتعاون.

العلاقات متعددة الأطراف:
من أبرز أوجه التعاون العربي الدولي التي تنتهجها جامعة الدول العربية بهدف حماية المصالح العربية، التعاون بين جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية الأخرى، مثل منظومة الأمم المتحدة كاملة، منظمة التعاون الإسلامي، حركة دول عدم الانحياز، منظمة الدول الناطقة بالفرنسية (الفرانكفون) وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية. حيث يتم وضع خطط العمل للتنسيق بين المنظمات في مختلف القطاعات وأوجه النشاط، وإنشاء البرامج والمشروعات المشتركة، بهدف تنسيق المواقف الدولية، بالاستفادة من الخبرات والتجارب من مختلف الدول وحشد الدعم للقضايا العربية.
ومن أهم إنجازات الجامعة العربية في مجال التعاون مع الكيانات الدولية والإقليمية الأخرى اتخاذ الاجراءات اللازمة فيما يتعلق بدعم الترشيحات العربية الموحدة للمناصب الدولية حيث تتقدم المجموعة العربية بمرشح واحد يمثلها.
ويعد تعاون جامعة الدول العربية مع منظمة التعاون الإسلامي، من أنجح مجالات التعاون متعدد الأطراف، حيث وقعت كل من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي اتفاقية تعاون مشترك عام 1989، بهدف تعزيز التعاون ودعم التضامن وتضافر الجهود، وتنسيق المواقف إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية، وحوار الحضارات؛ إضافة إلى المشاركة المتبادلة بين المنظمتين لحضور الاجتماعات على كافة المستويات (القمة أو الوزارية أو المجالس المتخصصة).
كما يجري التنسيق بشكل دوري بين المجموعة العربية والمجموعة الإسلامية في الأمم المتحدة لدعم القرارات العربية المطروحة أو الحيلولة دون تمرير القرارات التي تناقض المصالح العربية، لاسيما فيما يتعلق بمسائل ترشيح بعض الدول الأجنبية لعضوية مجلس الأمن أو لمناصب دولية مؤثرة في عملية صنع القرار، وذلك استناداً إلى نمط تصويتها على القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية. وفي عام 2017، أصدر مجلس جامعة الدول العربية خلال دورة استثنائية قراراً بإنشاء آلية تنسيق ثلاثية تضم في عضويتها جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وذلك لبحث سبل دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وإثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، عقدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين استثنائيتين في نوفمبر 2023 ثم نوفمبر 2024 لبحث التحرك العربي والإسلامي المشترك لمواجهة هذا العدوان، فتم بموجب القرار إنشاء وحدتي رصد قانونيتين متخصصتين لإعداد مرافعات قانونية حول جميع انتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، وتنسيق التحرك الدبلوماسي العربي في الخارج لوقف الحرب على غزة والضغط لإطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل، والدعوة لكسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية والإسلامية ودولية.
هذا، وتمثل جامعة الدول العربية الصوت العربي الموحد في المحافل الدولية في عدة مجالات وقضايا تهم الدول العربية، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
حرصاً على تعزيز أمن الدول العربية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، نجحت جامعة الدول العربية في تنسيق المواقف العربية في مختلف المحافل والفعاليات الدولية، حيث نجحت الدول العربية خلال الدورة العادية 53 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2009 في اعتماد قرار تحت عنوان " القدرات النووية الإسرائيلية" يطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع كافة منشأتها النووية لنظام الضمانات الشامل للوكالة. ويأتي هذا النجاح نتيجة للجهود التي قامت بها جامعة الدول العربية ومعها الدول العربية لحث الدول على العدول عن مواقفهم السابقة الرافضة للقرار.
كما تم إطلاق مبادرة عربية متمثلة في المنتدى العربي حول الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار النووي بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة بدولة قطر وبرعاية نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع.
ومن منطلق اقتناع جامعة الدول العربية بأن نجاح المكافحة الجماعية الإقليمية للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة يستلزم النهوض بالقدرات الوطنية العربية سوياً لسد أية ثغرات، قامت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بتنفيذ مشروع تعاون طموح بدأ من عام 2018، ويستمر حتى عام 2027 بهدف تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية للدول العربية، ليسهم في زيادة التعاون بين الدول العربية ودعم قدراتها من خلال نقل الخبرات المكتسبة والتعرف على أفضل الممارسات والدروس المستفادة. وذلك بدعم فني من الشركاء المنفذين للمشروع وهم: الإنتربول، منظمة الجمارك العالمية، وبرنامج مسح الأسلحة الصغيرة.
دعمت الجامعة العربية المقترح العربي حول اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً موحداً يقدم استجابة شاملة لمواجهة تحديات كوفيد19، فمن أجل اعتماد قراراً واحداً يقدم استجابة شاملة لمواجهة تحديات جائحة كوفيد-19، دعمت الجامعة العربية مشروع القرار الخاص بالمرأة المقدم من كل من جمهورية مصر العربية، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والمملكة العربية السعودية تحت عنوان " الاستجابة السريعة لاحتياجات المرأة والفتاة في ظل إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد" والذي أوصت لجنة المرأة العربية في اجتماعها الاستثنائي في 2020 على حث الدول الأعضاء على تأييده.
كما تشارك الأمانة العامة سنوياً في التحضير للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة من خلال إعداد " البيان العربي" الذي يعد بمثابة موقفاً عربياً موحداً مطروحاً خلال اجتماعات لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، وتقوم رئاسة لجنة المرأة العربية بإلقاء البيان العربي باسم المجموعة العربية خلال الجلسة الافتتاحية للجنة.
- في مجال البيئة والمناخ والمياه:
عقب اعتماد الإعلان الوزاري العربي حول التغير المناخي 2007 تم تشكيل المجموعة التفاوضية العربية للتعامل مع قضايا تغير المناخ، كما تم إنشاء فريق تفاوضي عربي لمتابعة اللجنة الحكومية التفاوضية الخاصة بإنهاء التلوث البلاستيكي، وفريق آخر تفاوضي عربي لمتابعة الاتفاقيات الدولية المعنية بالأوزون.
كما وقعت الجامعة العربية مذكرة تعاون بين المجلس الوزاري العربي للمياه والمجلس العالمي للمياه ووافق المجلس العالمي للمياه على معاملة العالم العربي كمجموعة جغرافية واحدة عام 2011.
- في مجال التنمية المستدامة:
كونت جامعة الدول العربية شراكات مع مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة لدعم جهود الدول العربية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، من ذلك مشاركتها في اجتماعات آلية التنسيق الإقليمية للمنطقة العربية RCM بصفة منتظمة، وعضويتها في مجموعة العمل المعنية بخطة التنمية المستدامة 2030 المنبثقة عن الآلية. كما تشارك بفاعلية في المؤتمرات والأنشطة الإقليمية والدولية المعنية بالتنمية المستدامة، لإبراز جهود جامعة الدول العربية في هذا المجال، ونقل التجارب الدولية المتميزة الى المنطقة العربية للاستفادة منها، مع تنسيق المواقف العربية قبل وأثناء انعقاد الاجتماعات الإقليمية والدولية. وأقامت الجامعة العربية شبكة من العلاقات الإقليمية والدولية عن طريق عقد شراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني العاملة بمجال التنمية المستدامة، وكذلك التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مشاريع تنموية بالدول العربية.
تعتبر جامعة الدول العربية هي المنظمة الممثلة للمجموعة الإقليمية العربية في الاتحاد الدولي للاتصالات. كما وقعت مذكرة تفاهم مع منظمة التعاون الرقمي للتعاون في مجالات ذات صلة بالموضوعات الرقمية ومنها الاقتصاد الرقمي والتحول الرقمي وسد الفجوة الرقمية.
وقعت جامعة الدول العربية والاتحاد من أجل المتوسط مذكرة تفاهم في نوفمبر2022 بهدف تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث والابداع.
في عام 2014 قرر مجلس جامعة الدول العربية إنشاء عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء وهي بمثابة منتدى مرن للدول العربية الأعضاء لتسهيل الحوار والتعاون بينهم فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللجوء ذات الاهتمام المشترك، بهدف توحيد الرؤى العربية والخروج بموقف عربي يتم تبنيه من قبل الدول الأعضاء وعرضه في المحافل الدولية.
عام 2024 أطلقت الجامعة العربية المبادرة العربية-الدولية بعنوان "لتعارفوا" بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية وشركة OPENET- ANTIKA بهدف إقامة معارض عربية بشكل دوري دورية في الدول الأجنبية التي يوجد فيها مقار للغرف التجارية العربية المشتركة، لزيادة التواصل العربي مع العالم ولعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية العربية مع تلك الدول على المستوى الحكومي والقطاع الخاص.

****