​

منذ نشأة جامعة الدول العربية عام 1945 كان النظر في مراعاة شؤون وأحوال الإنسان العربي على رأس أولوياتها، فأتى الميثاق المؤسس للجامعة منوها بالأدوار الأولى الأساسية التي يتم فيها التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء وعلى رأسها: الشؤون الاجتماعية والصحية وشؤون الثقافة، باعتبار تنمية الإنسان هي حجر الزاوية في العمل العربي المشترك. وبمرور الوقت توسعت أنشطة الجامعة العربية لتشمل مجموعة أكبر من المجالات التي تمس كل جوانب حياة المواطن العربي، وفيما يلي بعض النجاحات التي حققتها الجامعة العربية في هذه المجالات على سبيل المثال لا الحصر.

التنمية وتنسيق السياسات الاجتماعية:

أنشئ مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب عام 1980، بهدف تنمية التعاون العربي في مجالات التنمية والرعاية الاجتماعية بما في ذلك دعم البرامج والمشروعات الحكومية والأهلية، وقد اعتمد المجلس عدداً من المشروعات والبرامج والاستراتيجيات، كان آخرها:

• خطة العمل العربية لمعالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب عام 2018.
• الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربي "نحو تعامل ناجع مع القضية من منظور اجتماعي"، 2023.
• إنشاء المركز العربي لدراسات السياسات الاجتماعية والقضاء على الفقر في الدول العربية عام 2017.
• الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد الذي اعتمد عام 2018 وتم إطلاقه ضمن أعمال منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة عام 2019
• الاستراتيجية العربية للعمل التطوعي 2020
• العقد العربي الثاني لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة 2023 – 2032، وتم اعتماده عام 2022
• مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة، ويتم تنظيمها سنويا منذ 2023
• خارطة الطريق العربية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مواجهة الأوبئة والأزمات، 2023
• الاستراتيجية العربية لكبار السن: وتم اعتمادها بموجب قرار الدورة الاستثنائية المشتركة لمجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب عام 2018.

في مجال السياسات الصحية وتنسيق المساعدات الإنسانية:

·        مجلس وزراء الصحة العرب هو أول مجلس وزاري متخصص ينشأ في نطاق جامعة الدول العربية عام 1976، حيث يجتمع وزراء الصحة في الدول العربية بشكل دوري بهدف التنسيق والتعاون وتحقيق التكامل في مختلف المجالات الصحية بين الدول العربية، ودراسة المشاكل الصحية في الوطن العربي والعمل على وضع الحلول المناسبة لها، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتقديم المعونات الطبية والصحية العاجلة للدول العربية الأعضاء في حالات الكوارث والحروب والطوارئ والأوبئة، والعمل على رفع مستوى الوعى الصحي للمواطن العربي وتشجيع المبادرات الصحية العربية.

·        ومنذ إنشائه أنجز مجلس وزراء الصحة العرب العديد من المبادرات، والمشروعات والاستراتيجيات، لتعزيز النظم الصحية في الدول العربية، من بينها:

إنشاء المجلس العربي للاختصاصات الصحية، وهو هيئة علمية مهنية عربية أسسها المجلس الوزاري عام 1978، بهدف تأهيل اختصاصين في الطب ذوي كفاءة عالية بتدريبهم في مراكز طبية معتمدة في الوطن العربي،

·        الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، تأسست في مارس 1979، بهدف تنظيم وتطوير خدمات نقل الدم في الوطن العربي.

·        المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية، عام 1980

·        اللجنة العربية الصحية للتأهب والاستجابة للطوارئ، أنشأها مجلس وزراء الصحة العرب عام 2009 خصيصا لدعم الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي، ونظراً لما مرت به المنطقة العربية من أوضاع صحية وإنسانية غير مسبوقة خلال الفترة التي تلت إنشاء اللجنة فقد أصدر مجلس وزراء الصحة العرب قراراً عام 2024 بتفعيل اللجنة بهدف تعزيز قدرة وزرات الصحة بالدول الأعضاء على مواجهة الكوارث والأزمات من خلال تأهيل الكوادر الطبية ووضع خطط لتقيم المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة في حالة حدوث أي طارئ صحي في الدول الأعضاء.

من جانب آخر أصدر مجلس وزراء الصحة العرب عددا من الاستراتيجيات الصحية منها: الاستراتيجية العربية بشأن إتاحة خدمات الصحة العامة في سياق اللجوء والنزوح في المنطقة العربية، والتي تهدف إلى تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، من خلال الاستجابة لاحتياجات اللاجئين والنازحين وملتمسي اللجوء، للحد من معدلات الاعتلال والوفيات المبكرة والإعاقة. وقد تبنت الاستراتيجية منهج التغطية الصحية الشاملة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030، من أجل سد الفجوة الناتجة عن عدم شمول أهداف التنمية المستدامة غاية محددة تتعلق بصحة اللاجئين.

رعاية الشباب ودعم قطاع الرياضة:

أقامت جامعة الدول العربية أول بطولة رياضية عربية في 26 يوليو 1953 تحت رعاية معالي الأمين العام آنذاك عبد الرحمن عزام، وقد استمرت في تنظيم تلك البطولات وصولاً الى البطولة الرياضية العربية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عام 2023، والبطولة الرياضية العربية بالمملكة العربية السعودية المزمع تنظيمها عام 2027.

وإيماناً من الجامعة العربية بضرورة العناية بشؤون الشباب والرياضة، وتوحيداً للجهود المبذولة في الوطن العربي في هذا الشأن، وتوفيراً لأفضل الخدمات والرعاية لأجيال الشباب أنشأت الجامعة العربية "مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب"، عام 1977 لتنسيق سياسات دعم الشباب العربي، ومن أبرز إنجازاته، وإنشاء صندوق خاص تابع للمجلس وخاضع لقراراته يعمل على دعم الأنشطة الشبابية والرياضية في الدول العربية عن طريق تقديم المساعدات والاعانات المادية لها، وذلك تشجيعاً للدول الأعضاء على استضافة البطولات والأنشطة الشبابية العربية.

وفي عام 2023 اعتمد المجلس الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن (2023 – 2028) التي تم أعدادها بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة (مكتب اتصال الأمم المتحدة لدى جامعة الدول العربية، ادارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة، برنامج الأمم المتحدة الانمائي، صندوق الأمم المتحدة للسكان) وأكاديمية فولك برنادوت، وفقا لمنهجية فريدة من نوعها وهي المنهجية التشاركية مع كافة الاطراف والجهات المعنية وفي مقدمتهم الشباب والشابات من مختلف الدول العربية لتعكس أولوياتهم ووجهات نظرهم، بجانب وزارات الشباب في الدول الأعضاء، والخبراء المختصين في مجالات الشباب.

وعلى الصعيد الدولي تنظم جامعة الدول العربية بصورة دورية: منتدى الشباب العربي-الأوروبي، منتدى تنمية الشباب العربي-الصيني، بهدف زيادة وعي الشباب العربي وتبادل الخبرات بينهم واقرانهم من ثقافات مختلفة لصقل مواهبهم وتنمية وتحفيز مهاراتهم وتعزيز التعاون المتبادل والتواصل بينهم، كما تهدف هذه المنتديات الى تغيير الصور والأفكار المغلوطة عن الشباب العربي أمام العالم.

في مجال دعم الأسرة العربية:

أصدر مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب عددا من الوثائق التي تهدف إلى الحفاظ على حقوق الطفل العربي والأسرة، لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، والتي كان أبرز ضحاياها الأطفال والنساء، ومن ذلك ما يلي:

• الخطة العربية الشاملة لضمان حقوق الأطفال في حالات الكوارث الطبيعية": وتم إعدادها بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل عام 2015.
• الخطة الشاملة للحد من عمليات تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة والارهابية 2021.
• دليل تصحيح المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام": 2021.
• الاستراتيجية العربية للحد من العنف الاسري وتعزيز التماسك الأسري، 2020.
• الاستراتيجية العربية للأسرة: وخطة العمل التنفيذية الخاصة بها 2021.
• استراتيجية التوجيه والإرشاد الأسري: 2021.
• الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء في المنطقة العربية: والتي تم إعدادها بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
• الإعلان العربي حول الانتماء والهوية القانونية 2023.
• المذكرة الاسترشادية حول الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال اللاجئين وغيرهم من الأطفال النازحين قسراً 2023
  

في مجال دعم منظمات المجتمع المدني:

إيمانا من الدول أعضاء جامعة الدول العربية بأن المجتمع المدني هو رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويكمل دورها ويتكامل معها في رفع الأعباء والمشكلات في بلداننا العربية بما يدعم الجهود العربية الرامية إلى حقيق التنمية في مختلف المجالات، أطلقت جامعة الدول العربية وثيقة "العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني: 2016-2026" بهدف تعزيز القدرات المؤسسية للمجتمع المدني ومشاركته الفاعلة مع الحكومات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وهو مبادرة إقليمية تربط بين الحكومات والمنظمات الحكومية الإقليمية وغير الحكومية والشبكات غير الحكومية الدولية والمنظمات الدولية من أجل إطلاق مبادرات لتعزيز إدراج المنطقة العربية كأولوية رئيسية على الأجندات الإقليمية والدولية، وتبادل الخبرات والاستفادة منها من خلال إشراك المجتمع المدني بشكل فعال في جميع المسارات المتعلقة بجهود التنمية وصنع السياسات، مع الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية لرفع مختلف التحديات التنموية التي تواجهها الدول العربية.

في مجال السياسات السكانية:

في عام 2019 وافق مجلس جامعة الدول العربية على إنشاء "المجلس العربي للسكان والتنمية"، وهو مناظر للجنة السكان والتنمية بالأمم المتحدة، ويهدف إلى مأسسة العمل العربي المشترك في القضايا السكانية في المنطقة العربية ووضع استراتيجية وسياسات عربية للسكان، وتوحيد الموقف العربي حول القضايا السكانية على الصعيد الدولي، وتعزيز التعاون والتواصل وتبادل المعلومات والمعارف والخبرات بين الدول العربية في مجال السكان والتنمية.

ومن أبرز إنجازات المجلس القرارات الخاصة بتبادل البيانات السكانية حول المغتربين بين الدول العربية والتي تذكرنا بأهمية معالجة فجوة البيانات التي تتفاوت بين الدول العربية لما لها من أهمية قصوى في رسم السياسات الوطنية العامة وتحديد الأولويات وتخصيص الموارد؛ وايضاً دمج الصحة الإنجابية في اجندة المرأة والسلام والأمن كإطار حاسم يعترف بتداعيات الحروب والنزاعات على النساء والفتيات ولضمان تلبية احتياجات الصحة الإنجابية للنساء والفتيات في بيئات الصراع وما بعد الصراع خاصةً في ضوء ما تشهده بعض دول المنطقة من حروب ونزاعات مسلحة.

من جانب آخر اعتمد المجلس جائزة "التميز السكاني للمنطقة العربية" التي يتم تنظيمها كل عامين بهدف تسليط الضوء على التجارب الرائدة والممارسات الفضلى في التعامل مع القضايا السكانية في الدول العربية وعلاقتها بالتنمية للاستئناس بها، وتعزيز الجهود العربية الرامية لدعم ملف السكان على المستوى الوطني والإقليمي من خلال ربط البعد السكاني بكافة محاور التنمية.

في مجال شؤون اللاجئين والمغتربين والهجرة:

قامت الأمانة العامة ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة بأنشاء مجموعة العمل المعنية بالهجرة الدولية في المنطقة العربية عام 2013 تحت مظلة آلية التنسيق الإقليمي بين الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وجامعة الدول العربية، والتي تم تطويرها الى الائتلاف القائم على قضايا الهجرة في المنطقة العربية عام 2020، وذلك حرصاً على تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية بشأن الهجرة الدولية في المنطقة العربية ومنع ازدواجية الجهود وضمان وجود رسالة واستراتيجية متسقة للهجرة على نطاق المنظومة كاملة.

وفي عام 2014 قرر مجلس جامعة الدول العربية إنشاء عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء وهي بمثابة منتدى للدول العربية الأعضاء لتسهيل الحوار والتعاون بينهم فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللجوء ذات الاهتمام المشترك، بهدف توحيد الرؤى العربية والخروج بموقف عربي يتم تبنيه من قبل الدول الأعضاء وعرضه في المحافل الدولية.

من جانب آخر قررت القمة العربية الأفريقية الثالثة التي عقدت بالكويت في شهر نوفمبر 2013 إنشاء اللجنة الأفريقية العربية الفنية التنسيقية المعنية بالهجرة من أجل تعزيز الشراكة العربية الأفريقية في مجال الهجرة، وتعمل اللجنة على ضمان إيجاد حلول مستدامة لمشكلات الهجرة وذلك من خلال العمل على زيادة الوعي بمخاطر الهجرة غير النظامية، وكذلك ضمان الحفاظ على حقوق المهاجرين في الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

كما تم إنشاء مجموعة عمل بين الجانبين العربي والاوروبي في مجال الهجرة الدولية بهدف زيادة التنسيق والتعاون بين الجانبين في القضايا المتعلقة بالهجرة، وذلك في إطار الحوار الاستراتيجي العربي – الأوروبي لتنشيط وتنظيم التعاون السياسي والاقتصادي والتكنولوجي بهياكله المختلفة وعلى رأسها الاجتماعات الوزارية العربية الأوروبية.

وفي إطار تعزيز التواصل مع الجاليات والكفاءات العربية بالخارج، نظمت الأمانة العامة مؤتمر العلماء العرب المغتربين تحت شعار "عندما تتكامل العقول العربية"، وذلك بمقرها بالقاهرة خلال شهر ديسمبر 2012، كما نظمت الأمانة العامة المؤتمر الأول للمغتربين العرب: جسر للتواصل بمقرها في الفترة من 4-6 ديسمبر 2010.

في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي:

• اعتمدت قمة دمشق 2008 "خطة تطوير التعليم في الوطن العربي"، وتهدف إلى النهوض بالتعليم في الوطن العربي باعتباره أحد الركائز الأساسية للوصول الي التنمية والعامل الرئيسي للسلم وتعزيز الأمنين الوطني والقومي العربي.
• كما اعتمدت قمة سرت 2010 "الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار"، بهدف بلورة رؤية عربية للنهوض بالبحث العلمي والتكنولوجي والتطوير والابتكار وربطها بالتنمية والاقتصاد في الوطن العربي.
• اعتمدت قمة شرم الشيخ 2015 العقد العربي لمحو الأمية 2015-2024
  
• أقر مجلس وزراء الصحة العرب عام 2015 دراسة حول دعم الحقوق الاجتماعية والصحية لكبار السن في البلدان العربية، وفي عام 2016 تحول الدراسة إلى استراتيجية عربية لكبار السن 2019-2029.
  
• واعتمدت القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية (بيروت 2019) "خطة تطوير التعليم الفني والمهني في الدول العربية" بهدف وضع إطار لخطة تطوير شاملة للتعليم الفني والمهني تتوافق مع احتياجات سوق العمل، ووضع آليات تنفيذها ومتابعتها.
  
• كما أطلقت الجامعة العربية "مبادرة التعليم من أجل العودة "(في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2019) لدعم اللاجئين والدول المٌستضيفة لهم في مختلف الجوانب، وضمان حماية حق تعليمهم والسعي لتوفير الدعم والتمويل اللازمين لتنفيذها.

في مجال دعم المرأة العربية:

• في سبتمبر 2015 اعتمد مجلس جامعة الدول العربية الاستراتيجية العربية حول المرأة العربية والأمن والسلام وخطة عملها التنفيذية، وقامت الأمانة العامة بتحديثها في 2023 لتتواكب مع المستجدات التي طرأت على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة وأن المنطقة قد شهدت على مدار العقد الماضي تغيرات وتحولات صاحبتها آثار اجتماعية واقتصادية هددت الأمن الإنساني للمرأة.
• في مارس 2021 اعتمد مجلس جامعة الدول العربية الاستراتيجية العربية للوقاية والاستجابة لمناهضة كافة أشكال العنف في وضع اللجوء وخاصة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات" وخطة العمل المُلحقة بها بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتهدف الإستراتيجية إلى توفير إطار استرشادي عربي يدعم جهود الدول الأعضاء في حماية اللاجئات من العنف، من خلال تعزيز الوقاية والحماية والاستجابة، ودعم وتشجيع مشاركة النساء والفتيات في صنع القرار للمساهمة في معالجة قضايا العنف ضدهن.
• كما أصدر مجلس جامعة الدول العربية في 2022 "الإعلان العربي لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة"
• وفي 2023 أطلقت الأمانة العامة الإطار الاستراتيجي للجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة بالمنطقة العربية.
• كما قامت الأمانة العامة بإعداد "الإطار الاستراتيجي للبرنامج الإقليمي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة العربية" التي تركز على ستة محاور رئيسية (ثلاثة محاور في مسار التمكين الاقتصادي، وثلاثة محاور في مسار التمكين الاجتماعي والثقافي بهدف دعم المرأة اقتصادياً)، تم تحديدها استناداً لنتائج المراجعة الإقليمية لأجندة تنمية المرأة العربية وفي ضوء الموضوعات ذات الأولوية في مجال التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
• إطلاق مبادرة المحفظة الوردية: مبادرة إقليمية لصحة المرأة في المنطقة العربية: هي مبادرة إقليمية لصحة المرأة العربية أطلقتها الأمانة العامة في 21 أكتوبر 2019 بعد أن تم اعتمادها على مستوى القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها العادية الرابعة (بيروت 2019)، تركز المبادرة على الجوانب الاجتماعية، والاقتصادية والنفسية والصحية المتعلقة بالإصابة بمرض سرطان الثدي وعنق الرحم، وكيفية دعم النساء للتعايش معه.
• كما تم تشكيل لجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة في المنطقة العربية: تنفيذاً للتوصية الصادرة عن الدورة الـ(35) للجنة المرأة العربية التي عقدت في فبراير 2015.
  
• وفي عام 2020 أنشأ مجلس جامعة الدول العربية الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام، كأحد آليات لجنة المرأة العربية وكمبادرة جادة تدعم دور النساء في الوساطة والجهود الدبلوماسية وتُلبى في الوقت ذاته احتياجات جوهرية في ترسيخ السلم والأمن الدوليين. وتتكون عضويتها من سفيرات ودبلوماسيات بوزارات الخارجية بالدول الأعضاء.
  

في مجال الثقافة وحفظ الهوية العربية:

          في العام الأول لتأسيس جامعة الدول العربية وتحديدا في نوفمبر 1945، صدر إعلان "المعاهدة الثقافية فيما بين أعضاء جامعة الدول العربية"، ويلاحظ أنها اول وثيقة تضامنية تعاقدية تنال انعقاد رأي الدول الأعضاء حولها، نظرا لما للعامل الثقافي من مكانة أساسية في تكون الوعي العربي العام، ولهذا أكدت الدول الأعضاء في ديباجة المعاهدة أن القصد منها هو "زيادة التقارب الذهني والتآلف الروحي بين أبناء البلاد العربية والعمل على تعميم التعليم ورفع المستوى الثقافي لشعوبها".

وقد أسست جامعة الدول العربية عددا من المشروعات التي تهدف إلى حماية وتعزيز الثقافة العربية، ومن أبرزها:

• إنشاء اللجنة الدولية للحفاظ على التراث التاريخي الإنساني عام 2015: وتتكون اللجنة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والبرلمان العربي، واتحاد الآثاريين العرب، والازهر الشريف، والمركز العربي للتراث والثقافة بالشارقة.
• تشكيل لجنة الخبراء والمتخصصين في مجال اللغة العربية وتضم في عضويتها كل من: الأردن، العراق، ليبيا، مصر، السعودية، المغرب، الكويت، بالإضافة الى البرلمان العربي ومعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) وبعض منظمات المجتمع المدني، لوضع سياسة لغوية عربية موحدة قابلة للتطبيق في مجال النهوض باللغة العربية.
• استراتيجية النهوض باللغة العربية تحت شعار "التمكين للغة العربية رمز هويتنا وأداة تنميتنا"، وقد تم إقرار الاستراتيجية من الدورة 21 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي عقد في شهر أكتوبر 2018.
  

في مجال الدراسات والمسوحات الميدانية الاجتماعية:

إيمانا منها بأهمية البيانات الدقيقة في وضع الخطط الاقتصادية والاجتماعية المحكمة، اهتمت جامعة الدول العربية بالنشر الإحصائي وقواعد البيانات، فأنشأت قواعد بيانات إحصائية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، منها قواعد بيانات اجمالية تخص السكان وقوة العمل، الصحة، التعليم، الزراعة، النقل، الاتصالات، الطاقة والصناعة، الحسابات القومية الخ...

وفيما يتعلق بمؤشرات التنمية المستدامة، وضعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إطارا عربيا موحدا لمؤشرات التنمية المستدامة في الأبعاد الثلاثة (اقتصادية اجتماعية وبيئية) وتم اعتماد حزمة هذه المؤشرات من قبل اللجنة الفنية الدائمة للإحصاء لتمثل الحد الادني للإنتاج في الدول العربية ـ وتعمل حاليا على تطويره لقياس التقدم المحرز بأهداف التنمية المستدامة.

وتتعاون كافة أجهزة جامعة الدول العربية في مختلف القطاعات، لاسيما الاقتصادية والاجتماعية، مع الأجهزة الإحصائية العربية والمنظمات الاقليمية والدولية من أجل الحصول على البيانات الإحصائية، وتحسين جودتها في الدول العربية. كما تسعى للتعاون المستمر مع المنظمات الاقليمية والدولية، خاصة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، لتنظيم دورات تدريبة وورش عمل مشتركة، بهدف رفع كفاءة العاملين بالاجهزة الإحصائية العربية، وتقديم المعونة لتجاوز التحديات التي تواجه هذه الاجهزة في الإنتاج الاحصائي، وفي هذا الإطار تعمل الجامعة العربية على تدريب وتنمية وبناء قدرات العاملين من الأجهزة الإحصائية العربية حيث قامت خلال عام 2024 بتدريب نحو 185 مشارك تقريبا في ورش عمل مختلفة تشمل بعض الجوانب الإحصائية (الاقتصادية – الاجتماعية – الديموغرافيا).

كما تقوم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعداد دراسات مفصلة لبعض الموضوعات المحددة التي تتطلب اهتماما خاصا، مها مثلا إعداد الورقة المفاهيمية للمسح الإحصائي حول أثر النازحين الداخلين في الدول العربية غير المستقرة واثاره على الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، لمساعدة الدول والمنظمات على اتخاذ القرارات ووضع الخطط المستقبلية والإجراءات اللازمة بهذا الشأن.

كما تقوم الأمانة العامة بإعداد دراسات تحليلية معمقة لاسيما وفقا لاحتياجات الدول العربية واتفاقا مع أجندة التنمية المستدامة 2030، كما تنظم سلسلة من الورش التدريبية انطلاقاً من الأهمية القصوى التي توليها للاستثمار في الموارد البشرية، وجهودها لدعم القدرات ورفع مستوى الكفاءات العربية وتزويدها بأدوات التحليل الديموغرافي للبيانات والمؤشرات باستخدام حزم البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية، والتي تساعدها على القيام بمهمة تصميم وإعداد وتنفيذ المسوحات الميدانية وتحليل بياناتها. فمثلا نظمت الأمانة العامة عام 2023 ورشة عمل تدريبية إقليمية حول "تعزيز دور الإعلاميين في مجال استخدام البيانات ونشر المؤشرات الإحصائية التنموية" بالتعاون مع برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، بمشاركة عدد (45) مشاركاً من الدول الأعضاء، يمثلون الجهات المكلفة بالإعلام والاتصال ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في الدول العربية، والجهات المكلفة بجمع ونشر البيانات والمؤشرات الإحصائية التنموية كأجهزة الإحصاء ووزارات الصحة والسكان والشؤون الاجتماعية وعدد من المنظمات العربية والإقليمية والمراكز البحثية.

***