بصدور هذه النسخة من دليل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة تمر علينا أربعة أعوام حافلة بالكثير من التحديات والتطورات التي تثبت لنا يوماً بعد يوم أهمية العمل في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وضرورة توفير البيانات والمعلومات الكافية لتواكب التوجه المتسارع نحو هذين المصدرين من مصادر الطاقة، خاصة بعد انعقاد مؤتمر الأطراف للتغير المناخي بباريس COP 21 في ديسمبر 2015 ، وما شكله ذلك من التزام دولي بتعزيز دور المصادر المتجددة في خليط الطاقة ودعم برامج وإجراءات كافة الطاقة جنباً إلى جنب للتقليل من الآثار السلبية للتغير المناخي.
وفي هذا الإطار، وجّه المجلس الوزاري العربي للكهرباء ومكتبه التنفيذي بتحديث الإستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة التي يدرس مسودتها الجديدة حالياً نخبة من الخبراء العرب؛ كما يقوم فريق متخصص آخر بتحديث "الإطار الاسترشادي العربي لتحسين كفاءة الطاقة الكهربائية وترشيد استهلاكها لدى المستخدم النهائي" ؛ من جهة أخرى؛ فقد تم الانتهاء من إعداد دليل لربط محطات الطاقة المتجددة بالشبكات الوطنية، ليصب كل ذلك في عمل متكامل يهدف إلى تفعيل العمل العربي المشترك باتجاه طاقة مستدامة ينعم بها المواطن العربي من جهة؛ وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية.
وعلى صعيد التطورات في المنطقة العربية، ها نحن اليوم نشهد طفرة غير مسبوقة في التوجه نحو إنشاء محطات كهرباء تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ، فها هي المملكة المغربية قد أعلنت عن هدف كبير وهو الوصول إلى 52% من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة في عام 2030، كذلك قامت المملكة الأردنية الهاشمية بوضع هدف يتجلى بأن تساهم الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الأولية بنسبة 10% بحلول عام 2020، ورسمت جمهورية مصر العربية إستراتيجيتها على أساس الوصول إلى 20% من مساهمة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة بحلول عام 2020، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إمارتا أبو ظبي ودبي على زيادة مساهمة الطاقة المتجددة لتصبح 7% عام 2020 و15% عام 2030.
أما بالنسبة لكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، فقد تجاوز عدد الدول التي اعتمدت الإطار الاسترشادي العربي لتحسين كفاءة الطاقة كموجّهٍ رئيسي في مجال التخطيط لكفاءة الطاقة على المستوى الوطني اثني عشرة دولة، قامت ست منها باعتماد خطط وطنية لكفاءة الطاقة بشكل رسمي بدءاً من العام 2012، والعمل ما زال مستمراً في تنفيذ هذه الخطط وتطويرها وتصميمها واعتمادها لتصبح جزءاً لا يتجزأ من مكوّن الطاقة الوطني والعربي.
بين أيديكم هذه النسخة المحدثة من دليل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (2015) الذي أعدته إدارة الطاقة (أمانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء) بالتعاون مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة اعتماداً على مصادر موثوقة من ضباط الاتصال اللذين تسميتهم بشكل رسمي من قبل الدول العربية؛ أرجو أن يكون ذا فائدة للخبراء والمختصين والباحثين؛ وأن يساهم في إرساء منهجاً سليماً للتخطيط في كل ما يتعلق بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في المنطقة العربية.