تمر العملية التربوية والتعليمية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، الذي يتعرض لجريمة إبادة جماعية وعملية تطهير عرقي ممنهجة لاقتلاع شعب فلسطين من أرضه، إلى عملية استهداف ممنهج طال جميع مستوياتها، حيث شملت آلة الحرب التدميرية الاسرائيلية جميع مفاصل البنى التحتية في القطاع وكل ما يتعلق باستمرار سكانه في حياة حرة كريمة، التي أكدتها جميع القوانين والمواثيق والعهود الدولية، فلم يسلم ركن من أركان حياة الفلسطينيين من الاستهداف المنهجي المباشر بآلة عدوان الاحتلال.
حيث طال هذا العدوان الشامل مساكن الفلسطينيين في غزة، والمساجد والكنائس، والمستشفيات والعيادات الصحية، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومحطات مياه الشرب ومنظومة الصرف الصحي، والشوارع والطرقات، وصولاً إلى المدارس والمعاهد والجامعات، تدميراً كلياً أو جزئياً، لإيقاف وشل العملية التربوية والتعليمية ما يضع الفلسطينيين أمام تحديات جسيمة في مواصلة العملية التربوية والتعليمية بما فيها التعليم العالي في فلسطين، وهو ما يوجب مواجهة المشروع الإسرائيلي، بعد أن عجز في محاولاته المتكررة في استهداف الرواية العربية عبر شطب المنهاج التعليمي الفلسطيني في مقابل فرض المنهاج الإسرائيلي لتسويق الرواية الصهيونية المزيفة، ليستهدف اليوم جميع أركان التعليم الفلسطيني، طلاباً ومعلمين وأساتذة جامعيين، وتسوية المؤسسات التربوية والتعليمية والجامعية بالأرض في غزة، وقطع الطرقات، وخاصة في الضفة الغربية والقدس، لمنع وصول الطلاب وأساتذتهم إلى المدارس والمعاهد والجامعات، وفرض واقع مرير يؤدي إلى إيقاف التعليم تماماً أمام الطلاب الفلسطينيين، كمقدمة لتهجيرهم قسراً.
ولابد من الإشارة في هذا الصدد، إن العدوان الإسرائيلي الغاشم، لم يستثن المؤسسات التعليمية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تعرضت مدارسها لحملة تدمير طالت مبانيها في قطاع غزة، وبرغم ان الكثير منها تحول إلى مراكز لإيواء من لجأ إليها من المدنيين الفلسطينيين النازحين بعد تدمير منازلهم، لتكون ملاذاً له وليكون بمنأى عن القصف الوحشي، إلا أن ذلك لم يثنِ قادة الحرب الإسرائيليين من الإمعان في استهداف هذه المؤسسات وتسويتها بالأرض على رؤوس اللائذين إليها وآخرها مذبحة مدرسة "التابعين" والتي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيداً في جريمة بشعة يندى لها جبين العالم كله.
وقد كانت حصيلة العدوان الإسرائيلي كالتالي:
في قطاع غزة:
تم تدمير 90 مدرسة بصورة كاملة بينما تعرضت 290 مدرسة لأضرار ما بين خفيفة ومتوسطة وبالغة.
استشهد حوالي 9500 طالب وأصيب 15000 بينهم 3000 أصبحوا من ذوي الإعاقة.
كما استشهد أكثر من 400 من الكوادر التعليمية وأصيب أكثر من 2000 من هذه الكوادر.
تم حرمان 630 ألف طالب من الذهاب إلى مدارسهم في قطاع غزة منذ بدء العدوان.
دمر العدوان الإسرائيلي بصورة كاملة كافة الجامعات في قطاع غزة والبالغ عددها 12 جامعة.
في الضفة الغربية:
استشهد أكثر من 70 طالب وجرح مئات الطلاب والمعلمين منذ بدء العدوان.
اعتقال أكثر من 200 طالب ومعلم.
عدم انتظام التعليم الوجاهي نتيجة لتواصل الاقتحامات لكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية.
تواصل استهداف التعليم في مدينة القدس المحتلة ومحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي.
التعليم في مدارس الأونروا:
حوالي 300 ألف طالب من الملتحقين بالتعليم في مدارس الأونروا في قطاع غزة حرموا من التعليم منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل تحولت مدارس الأونروا إلى مراكز للإيواء للنازحين في قطاع غزة.
تعرضت أكثر من 120 مدرسة من مدارس الأونروا في غزة لأضرار او دمار كامل منذ بداية العدوان.
بدأت الأونروا في 1/8/2024 برنامج العودة إلى التعلم في خمسة وأربعين مدرسة.
وانطلاقاً من هذا الوضع الصعب،
عقدت الأمانة العامة اجتماع الدورة (89) لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين بمقرها بالقاهرة يومي 18-19/8/2024، بمشاركة معالي الدكتور أمجد برهم وزير التربية والتعليم العالي بدولة فلسطين، والذي قدم عرضا حول التعليم في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من اكتوبر 2023 والتحديات الخطيرة التي تواجه العملية التعليمية كما قدم خطة الوزارة لمواجهة هذه التحديات والمتطلبات اللازمة لاستئناف العملية التعليمية في قطاع غزة. (خطة الوزارة .pdf)
كلمة معالي الدكتور أمجد برهم وزير التربية والتعليم العالي بدولة فلسطين:
وألقى السفير د. سعيد أبو علي الامين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة كلمة أشار فيها إلى الوضع الكارثي لقطاع التعليم في فلسطين نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيراً إلى حجم التدمير الذي تعرضت له المدارس والمؤسسات التعليمية في قطاع غزة. كما عبر عن قلقه العميق بشأن الاستهداف المنهجي للتعليم، الذي تسبب في تدمير مرافق التعليم وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية التعليمية. واشار أيضا إلى أن هذا العدوان أثر على قطاع غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والتحديات في مجال التعليم. ودعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتقديم الدعم الضروري لقطاع التعليم وتوفير آليات دعم إضافية لتخفيف تداعيات الأزمة على التعليم ومستقبل الأجيال الفلسطينية. (نص الكلمة .pdf)
كلمة معالي السفير د. سعيد أبو علي الامين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة:
وقد شارك في الاجتماع وبصفة استثنائية ممثلين عن مندوبيات الدول العربية وكذلك وفود لكل من دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية ووزارة التعليم العالي بجمهورية مصر العربية و المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ، حيث قدمت مديرة دائرة التربية والتعليم بالأونروا عرضا للتحديات التي تواجه البرنامج التعليمي للوكالة في قطاع غزة في ظل العدوان وذك مع تحول كافة مدارس الأونروا إلى مراكز للإيواء للنازحين في قطاع غزة والخطوات التي بدأت الوكالة في اتخاذها منذ 1/8/2024 في حملة العودة للتعلم من خلال 45 مدرسة، وضعت الوكالة خطة لإعادة بناء نظام التعليم بعد انتهاء الأعمال العدائية، مع التركيز على الدعم النفسي الاجتماعي وإنشاء فصول دراسية مؤقتة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تعوقها القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، والتي تحد من إيصال الإمدادات والدعم الأساسي. وأكدت على ضرورة التعاون مع جميع الشركاء في مجال التعليم، لتجاوز هذه الأزمة بشكل فعال، كما أفادت بأن الوكالة تدعو إلى الدعم الدولي لضمان حصول جميع الأطفال في غزة على التعليم. يتطلب الوضع اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة إحياء التعليم وإعطاء الأمل لمستقبل أطفال غزة. (نص الكلمة باللغة الانجليزية.pdf)
وفيما يلي: