اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" مدينة طرابلس اللبنانية كعاصمة للثقافة العربية لعام 2024 تحت شعار "طرابلس حكاية الإنسان والزمان". هذا الاختيار يعكس القيمة الحضارية لطرابلس ودورها الرئيسي في دعم الإبداع الفكري والثقافي.
فكرة اختيار عواصم ثقافية تعود إلى وزيرة الثقافة اليونانية ميلينا ميركوري التي تقدّمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 1983 بمبادرة تقضي باختيار إحدى المدن الأوربية لتكون عاصمة ثقافية، بهدف تعزيز وتوطيد التمازج الثقافي بين الشعوب الأوروبية واختيرت العاصمة اليونانية أثينا عام 1985 لتكون أول عاصمة للثقافة الأوروبية. ومع تعاقب السنوات، تحوّلت الفكرة إلى حدث سنوي ضخم، تُرصد له ميزانيات ضخمة، بعدما صارت حافزاً للتطوّر الثقافي والحضاري في المدن التي يتمّ اختيارها.
استحسنت المجموعة العربية في اليونيسكو الفكرة، وشرعت في تطبيقها عربياً، واختيرت القاهرة لتكون عاصمة الثقافة العربية الأولى عام 1996، تبعتها مدن عربية أخرى، بينها بيروت عام 1999، وفق معايير معيّنة وضعتها " الالكسو" مثل الإرث الثقافي والتاريخي، مراكز البحث العلمي، المؤسسات الثقافية المحلية، على أن يقدّم المشروع مع دراسة وافية عن المدينة، وهناك ايضاً العاصمة الثقافة الإسلامية التي تشرف عليها منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم "أيسيسكو"، إنّما مع اختيار 3 مدن: واحدة عربية، وثانية آسيوية، وثالثة إفريقية.
جاء قرار المنظمة باختيار طرابلس اللبنانية عاصمة للثقافة العربية، بناءً على معايير محددة وضعتها "ألكسو"، مثل الإرث الثقافي والتاريخي للمدينة، مراكز البحث العلمي، والمؤسسات الثقافية المحلية. كما أن هذا الاختيار يعكس الأهمية الثقافية والتاريخية لطرابلس، ويشكل فرصة لإبراز ما تختزنه المدينة من إرث ثقافي وحضاري
وتُعرف طرابلس بتراثها الغني ومواقعها الأثرية التي تزيد عن ٢٠٠ موقع، مما يجعلها مدينة عربية بارزة حتى قبل تخصيصها بالثقافة. تضم المدينة تراثًا معماريًا يعود إلى العصور الفينيقية والمملوكية، وقد كانت مركزًا للمتروبول الفينيقي.
كان من المفترض أن تبدأ الفعاليات في العام 2021، لكن تم تأجيلها بسبب الظروف الأمنية والصحية، بما في ذلك انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، لتقام في العام الحالي 2024.
تشتمل الفعّاليات، المنوط تنظيمها بوزارة الثقافة والسلطات المحلّية والمؤسّسات الثقافية في المدينة، حسب معايير " الالكسو"، على أنشطة فنّية وعروض مسرحية وزيارات ميدانية للمساجد والمدارس القديمة والتراثية، ومسابقات مدرسية وجامعية في الرسم والشعر والأدب. وكذلك معارض للصناعات الحرفية (النحاسيات – الحلويات – الصابون..)، والكتب والمخطوطات، والطوابع البريدية والعملات القديمة، وزخرفة الخطّ والفنون التشكيلية، بالإضافة إلى ورش عمل، وندوات ومحاضرات عن أعلام طرابلس.